عوامل خطر كوفيد-19 – أمراض السرطان
ثمّة بعض العوامل التي ترفع من خطر إصابة فئة مُحددة من الأشخاص بأمراض شديدة في حال تعرّضوا لفيروس سارس-كوف-2. انقري هنا للحصول على لمحة عامة عن هذا الموضوع.
وتكون العلاقة القائمة بين الأمراض غير المُعدية وأعراض كوفيد-19 الأكثر شدّة هي نفسها في كل دول العالم؛ إذ يكون الأشخاص الذين يُعانون من أمراض غير مُعدية أكثر عرضة للإصابة بمُضاعفات شديدة بعد انتقال فيروس سارس-كوف-2 إليهم.
ومن بين الأمراض غير المُعدية الأكثر شيوعاً، نذكر: داء السكّري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة المزمنة وأمراض الكلى المزمنة وأمراض الكبد المزمنة والسرطان.
يتناول هذا المقال أمراض السرطان.
لماذا يُعتبر مرضى السرطان ضمن الفئات الأكثر خطراً؟
يندرج مرضى السرطان ضمن الفئات الأكثر خطراً لسببين: نوع السرطان الذي يُعانون منه والذي يُمكنه أن يُضعف بشكلٍ مباشر قدرة جهازهم المناعي على محاربة العدوى؛ ومن ناحية أخرى العلاج الذي يتلقونه والذي يُمكنه أن يُضعف جهازهم المناعي أيضاً.
ويكون جميع مرضى السرطان مُعرّضين للخطر في هذه المرحلة ولكن يُعتبر البعض منهم ضمن الفئات الأكثر خطراً. ونذكر من بينهم:
- المرضى الذين يخضعون حالياً لعلاج كيميائي.
- المرضى الذين يخضعون لعلاج إشعاعي جذري لسرطان الرئة.
- الذين يُعانون من سرطان الدمّ أو نخاع العظم (في أي مرحلة من مراحل العلاج).
- المرضى الذين يخضعون لعلاج مناعي.
- المرضى الذين يخضعون لعلاج السرطان المُوجّه ما يُؤثّر على جهازهم المناعي.
- الذين خضعوا لعملية زرع نخاع عظم أو خلايا جذعية خلال الستة أشهر الماضية و/أو ما زالوا يتناولون أدوية مثبّطة للمناعة.
في حال انتمائكِ لإحدى هذه الفئات أعلاه، من الضروري جداً أن تقومي بالعزل الذاتي وتُخفّضي من خطر إصابتكِ بالعدوى.
سرطانات الدمّ
يعود سبب سرطان الدمّ إلى اختلال في إنتاج خلايا الدم البيضاء أو الحمراء في نخاع العظم أو الغدد الليمفاوية. ويُعتبر اللوكيميا والليمفوما والمايلوما أحد سرطانات خلايا الدم البيضاء. وتُحارب عادة خلايا الدم البيضاء العدوى ولكن في حال وجود خلل في هذه الخلايا، سوف تنخفض قدرة جسمكِ على محاربة العدوى بشكلٍ فعّال.
يُعتبر مرض كثرة الحمر الحقيقية من السرطانات النادرة ونوع من أنواع سرطانات خلايا الدمّ الحمراء. وتُساعد خلايا الدمّ الحمراء على نقل الأكسجين إلى باقي أنحاء جسمكِ. وإذا كنتِ تُعانين من أي نوع من أنواع سرطان الدمّ فسوف تكونين أكثر عرضة للإصابة بأعراض سارس-كوف-2 الشديدة.
أنواع سرطانات أخرى
ترفع السرطانات الأخرى التي تُصيب الأعضاء الرئيسية الأخرى مثل الرئتين والكلى والكبد من خطر الإصابة بالعدوى إذ لا تستطيع هذه الأعضاء أن تعمل بشكلٍ صحيح في حال كانت تحتوي على أورام خبيثة. وبما أنَّ كوفيد-19 هو مرض من أمراض الجهاز التنفّسي، فهذا يعني أن الأشخاص الذين لديهم رئتان ضعيفتان هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة عند انتقال العدوى إليهم.
علاجات السرطان
يُعتبر العلاج الكيميائي أحد علاجات السرطان الأكثر شيوعاً. وتعمل عناصر العلاج الكيميائي على تدمير الخلايا السريعة النمو من خلال إلحاق ضرر بالحمض النووي ومنع انقسام الخلية. وهذا يعني أيضاً أنَّ العلاج الكيميائي يُهاجم خلايا الجسم السليمة خاصة تلك التي تنقسم بسرعة مثل الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم. وتكون هذه الخلايا الجذعية مسؤولة عن تقديم إمدادات مستمرة من خلايا الدم البيضاء التي تُحارب المرض. ويُؤدّي انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء أثناء العلاج الكيميائي وفور انتهائه إلى تراجع قدرة جسمكِ على حماية نفسه من العدوى والأمراض.
يُعاني الأشخاص الذين يخضعون لعملية زرع خلايا جذعية من نقص المناعة. ويُعتبر ذلك ضرورياً لكي لا ترفض أجسامهم الزرع ولكنّه يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بعدوى. ويُنصح مُتلقّي الزرع في الحالات الطبيعية بالقيام بعزل جسدي واجتماعي صارم قبل إجراء عملية الزرع ومباشرة بعدها. ولكن بسبب المُضاعفات الإضافية المرتبطة بكوفيد-19، أصبح من الضروري اتبّاع خطوات وقائية إضافية. عليكِ القيام بالعزل الذاتي في المنزل لمدّة 14 يوماً قبل إجراء العملية وسوف يتم وضعكِ في غرفة عزل فور وصولكِ إلى المستشفى بهدف التخفيض من خطر إصابتكِ بالعدوى. وفي حال تبيّن أنّكِ مُصابة بسارس-كوف-2، سوف يتم تأخير عملية الزرع 14 يوماً على الأقل إلى أن يتحسّن عمل رئتيكِ. ويتم عادة تأجيل عمليات الزرع قدر الإمكان؛ ولكن يُخصص هذا العلاج عادة للأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى ما يعني أنهم أصبحوا في مرحلة مُتقدّمة من المرض وأكثر عُرضة لتطوّر المرض لديهم وبالتالي، ليس من مصلحتهم تأخير العلاج.
بالمقارنة مع أنواع علاجات السرطان الأخرى، يُعتبر العلاج الإشعاعي آمناً نسبياً ويكون لديه آثارٌ أقل على الجهاز المناعي للجسم. لهذا السبب، قد يُصبح العلاج الأمثل لبعض مرضى السرطان خلال هذه الفترة إذ إنّه يُخفّض من احتمال إضعاف الجهاز المناعي أكثر. ولكن على الرغم من ذلك، قد يرغب طبيبكِ في المقارنة بين منافع العلاج الفوري من جهة وخطر الإصابة بالعدوى من جهة أخرى قبل أن ينصحكِ بعلاج معيّن. وقد يكون العلاج الإشعاعي التجسيمي أحد الخيارات؛ وهذا يشمل جرعات أقل من العلاج الإشعاعي التقليدي.
قد يشعر بعض المرضى بالقلق من الذهاب إلى عيادة لتلقّي العلاج في هذه الأوقات. وسوف يتم اتبّاع إجراءات تعقيم وتنظيف صارمة ولكن إذا ما زلتِ تشعرين بالقلق، تحدّثي إلى طبيب الأورام الخاص بكِ. وإذا كانت حالتكِ مُستقرة، يمكنكِ تأخير العلاج إلى أن ينخفض خطر كوفيد-19. أمّا في حال كان المرض تصاعدياً أو عدائياً أو منتشراً، فسوف تطغى على الأرجح فوائد العلاج على خطر الإصابة بكوفيد-19.
المجهول المستتر
ما زال لدينا الكثير لاكتشافه حول هذا الموضوع كما هو حال معظم المسائل المُتعلّقة بكوفيد-19. وقد وجدت بعض الدراسات الضيقة النطاق أنَّ مرضى السرطان هم أكثر عرضة لدخول العناية المُركّزة عند إصابتهم بفيروس سارس-كوف-2. ولكن بسبب الحاجة المُلحّة إلى الحصول على البيانات، ما زالت حجوم العيّنات صغيرة كما أنّه من المستحيل قياس الآثار الطويلة الأمد لهذه العلاقة.
ومن المحتمل أن يكون لعلاجات السرطان أثرٌ وقائي مثل جرعة صغيرة من العلاج الإشعاعي للرئتين. ولكن ما زالت هذه النظرية بحاجة إلى مزيدٍ من الدراسات.
أُعاني من مرض السرطان، ماذا يجب أن أفعل؟
يُوصى مرضى السرطان باتبّاع تباعد اجتماعي صارم والحفاظ على نظافة شخصية جيدة.
كما يجب أن تتحدّثي بشكلٍ دائم إلى طبيب الأورام وفريق الرعاية الصحية الخاص بكِ إذ يُمكنهم تزويدكِ بأحدث المعلومات والمبادئ التوجيهية. كذلك، استمري في تناول الأدوية الموصوفة لكِ وإذا كنتِ تُفضّلين عدم مغادرة المنزل، اطلبي من أصدقائكِ أو عائلتكِ أن يجلبوا لكِ كل ما تحتاجينه.
المصدر:
- “Coronavirus (COVID-19) and Cancer.” Cancer Research UK, 1 June 2020, www.cancerresearchuk.org/about-cancer/cancer-in-general/coronavirus-and-cancer.
- “Coronavirus (COVID-19) and Cancer Treatment.” Cancer Research UK, 10 June 2020, www.cancerresearchuk.org/about-cancer/cancer-in-general/coronavirus/cancer-treatment.
- “COVID-19 and BMT.” EBMT, www.ebmt.org/covid-19-and-bmt.
- Esmo. “Cancer Care During the COVID-19 Pandemic: An ESMO Guide for Patients.” ESMO, ESMO, 8 Apr. 2020, www.esmo.org/for-patients/patient-guides/cancer-care-during-the-covid-19-pandemic.
- Hanna, Timothy P., et al. “Cancer, COVID-19 and the Precautionary Principle: Prioritizing Treatment during a Global Pandemic.” Nature Reviews Clinical Oncology, vol. 17, no. 5, 2 May 2020, pp. 268–270., doi:10.1038/s41571-020-0362-6.
- Kirkby, Charles, and Marc Mackenzie. “Is Low Dose Radiation Therapy a Potential Treatment for COVID-19 Pneumonia?” Radiotherapy and Oncology, 6 Apr. 2020, doi:10.1016/j.radonc.2020.04.004.
- Miyashita, H., et al. “Do Patients with Cancer Have a Poorer Prognosis of COVID-19? An Experience in New York City.” Annals of Oncology, 21 Apr. 2020, doi:10.1016/j.annonc.2020.04.006.
- Mohindra, Pranshu, et al. “Radiation Therapy Considerations during the COVID‐19 Pandemic: Literature Review and Expert Opinions.” Journal of Applied Clinical Medical Physics, vol. 21, no. 5, May 2020, pp. 6–12., doi:10.1002/acm2.12898.
- Poortmans, Philip M, et al. “Cancer and COVID-19: What Do We Really Know?” The Lancet, 29 May 2020, doi:10.1016/s0140-6736(20)31240-x.