كيف يُمكن أن تُؤثّر اضطرابات الأكل على حملكِ
تُقدّر مُنظّمة الصحّة العالمية (WHO) أنَّ حوالي 70 مليون شخصٍ حول العالم يُعانون من اضطرابات في الأكل و90% من هذه الحالات تعود للنساء. وعلى الرغم من أنَّ مُؤشّر كتلة الجسم المُنخفض يعني انقطاع الدورة الشهرية لدى الكثير من هؤلاء النساء إلّا أنَّ دورة الحيض قد تستمر لدى بعض النساء وبالتالي يكون بإمكانهنّ الحمل. ويجب على الحامل التي تُعاني من اضطرابات في الأكل أخذ المزيد من الحيطة من أجل مُراقبة صحّتها وصحّة الجنين الذي ينمو في داخلها خلال كامل فترة حملها.
ويُعتبر فقدان الشهية العصبي والنهام العصبي أحد اضطرابات الأكل الأكثر شيوعاً حول العالم.
فقدان الشهية هو عندما تشعر المرأة بخوفٍ شديد من أنّها تُعاني من وزنٍ زائد بينما هي في الواقع نحيفة جدّاً. وفي أغلب الأحيان، تقوم النساء اللواتي يُعانين من هذا الاضطراب بخفض السعرات الحرارية التي يتناولنها بشكلٍ كبير وممارسة الرياضة بشكلٍ مُفرط واستخدام المُسهّلات لإنقاص الوزن أكثر عبر زيادة حركات أمعاء مُتكررة.
تقوم النساء المُصابات بالنهام بالإفراط في تناول الطعام. وهذا يعني أنّه باستطاعتهنّ تناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية في جلسة واحدة ومن ثمَّ القيام التقيؤ بالتسبب في الإسهال أو تحريض التقيؤ ذاتياً. ورغم أنَ العديد من المصابات بفقدان الشهية يبدون نحافة شديدة, تتمتع المُصابات بالنهام بوزنٍ طبيعي.
قد يكون الحمل مُرهقاً جدّاً بالنسبة للنساء اللواتي يُعانين من اضطرابات في الأكل. وعادةً، تزداد الرعاية الطبية أثناء الحمل فتشمل قياس الوزن عند كلّ زيارة تقوم بها المرأة قبل الولادة. وقد تُفوّت بعض النساء اللواتي يُعانين من اضطرابات في الأكل مواعيد ما قبل الولادة لتجنّب عملية قياس الوزن بشكلٍ منتظم ما يُؤدّي بالتالي إلى تفويت بعض المواعيد والفحوصات المُهمّة.
وتُدرك بعض النساء اللواتي يُعانين من اضطرابات في الأكل أنَّ كمية السعرات الحرارية التي يتناولنها ليست طبيعية أو صحية وقد يشعرن بذنب أكبر في حال حدوث الحمل. وتُدرك هؤلاء النساء في أغلب الأحيان أنَّ عليهنّ اكتساب الوزن لمُساعدة طفلهنّ على النمو ولكن قد يُعانين بسبب مرضهنّ من اكتئابٍ أو قلقٍ شديد بمُجرّد التفكير في أنّهنّ قد يُصبحن “بدينات”. كذلك، قد يشعرن بفقدان القدرة على التحكّم بأجسامهنّ إذ يستمر الرحم والبطن بالتوسّع رغم كل ما يقمن به للبقاء نحيفات.
من الناحية الطبية، يُمكن أن تُشكّل اضطرابات الأكل أثناء الحمل خطراً على الأمّ والجنين معاً. ونذكر في ما يلي بعض المخاطر التي تمَّ ربطها باضطرابات الأكل لدى النساء الحوامل:
- جفاف واختلال التوازن الشوارد لدى الأمّ
- عدم انتظام ضربات القلب لدى الأمّ مثل اضطراب نظم القلب الذي يُمكن أن يُؤدّي إلى الموت
- ازدياد الاكتئاب والقلق قبل الولادة
- حدوث المخاض والولادة في وقتٍ مُبكر
- إعاقة نمو الجنين وانخفاض وزنه عند الولادة
- ضيق في التنفّس لدى المولود الجديد
يجب على المرأة التي تُعاني من اضطرابات في الأكل أن تكون صادقة وصريحة مع طبيب الولادة وأن تعلم أنّه لن يتم إطلاق أحكام مُسبقة بحقّها في حال أقرّت أنّها بحاجة إلى مُساعدة. وسوف يتأكّد الطبيب أو القابلة من حصول هؤلاء النساء على دعم إضافي، من قبل أخصائي تغذية، أو طبيب نفسي، أو مجموعة دعم على سبيل المثال. وقد يُطلب أيضاً من هؤلاء النساء إجراء المزيد من الصور بالموجات فوق الصوتية للطفل للتأكّد من أنّه ينمو بشكلٍ طبيعي. كذلك، من الضروري أن تُجريَ الأمّ الجديدة بعد الولادة فحوصات بشكلٍ مُنتظم وأن تتم مُراقبتها عن كثب. وتُحاول الكثير من النساء فقدان الوزن الزائد الذي اكتسبنه بأسرع وقتٍ ممكن ولكن قد يُؤثّر ذلك سلباً على صحّتهنّ وصحّة الطفل خاصةً إذا كنَّ يقمن بالرضاعة الطبيعية. وتتم مُراقبة هؤلاء النساء بشكلٍ مُتواصل من أجل ضمان أن يكون فقدان الوزن لديهنّ تدريجياً وصحياً والكشف عن علامات الإنذار المُبكرة على اكتئاب ما بعد الولادة.