الجزء الثالث من سلسة نبتة : دخول مرحلة الأمومة
عندما دخلت مرحلة الأمومة لحظة حدوث الحمل – منذ ثمانية عشرة شهراً تحديداً – أدركت أنً الأمومة تُعنى بالتأخر في ادراك معاني اللحظات القيِمة, لتقومي بالتقدير الحقيقي لما يقوم به طفلك بعد مرور اللحظات المتعلقة بذلك
قبل أن يتحدد دورك بتسمية "ماما" فقط إثر انشغالك بمجريات و ضغوطات الحياة اليومية وقبل أن يستطيع طفلك الخوض في هذا العالم .. تذكري أنك كنت العالم بأكمله بالنسبة لطفلك, لقد كانت سعادته تنحصر بالاستلقاء في حضنك و تأمل عينيك. صدقيني, ستفتقدي تلك اللحظات التي كنت تتوقين فيها للغفو ولو لدقائق خلال اليوم نتيجة استيقاظ طفلك المتكرر ليلاً وعدم انتظام نومه. وحقيقةً, تنطبق هذه الوقائع على فترة الحمل أيضاً. لذلك أنصح جميع الأمهات الجدد اللواتي يختبرن الحمل و ينتظرن انتقال فراشاتهن الشقية إلى العالم الخارجي بما يلي :
التحلي بالصبر
في خوض معارك الحمل العديدة التي تشمل ولا تنحصر بالآلام البطنية و حرقة المعدة ورحلات منتصف الليل إلى المرحاض معتقدةً أنها الفترة الوحيدة التي ستختبرين فيها القلق و صعوبة النوم. حقيقةً, سينتابك القلق دائماً حتى عندما يستطيع أبناؤك مغادرة المنزل وحدهم, إذ سيبقيك رؤية اتصال من رقم غريب أو سماع صوت صفارات الإنذار في الأفق قلقة إلى أن يعود أبناؤك إلى البيت.لذلك أنصحك باستراق بعض اللحظات الخاصة بك دائماً, كتناول القهوة بصحبة الصديقات أو التمتع بساعة كاملة من الاستحمام للاسترخاء
الاستعداد
الاستعداد لسماع القصص المختلفة عن صعوبات الولادة .. هذه القصص التي ستعترضك حتماً إلى أن يحين موعد الولادة المُرتَقَب. ورغم ذلك, فقد سمعتِ العديد من النصائح الحكيمة و العبارات التشجيعية من الأهل و الصديقات. في خضم هذه المراوغة : استعدي ! نعم, لا مفر من اختبار بعض الصعوبات لكن لا تجعلي كوابيس آلام الولادة هاجسك الدائم. المخاض تجربة خاصة و مميزة بكل ما فيها مقارنةً بالتجارب الحياتية الأخرى. هي تجربة تستطعين توجيهها لتصبح أحد أحب القصص إليك عند اخبارها لأبناؤك و بناتك مستقبلاً
عدم محاولة التحلي بالشجاعة
كثيرا ما يتردد في مسامعنا المقولة التي تشير لانطواء الحب بتحمل المعاناة, لكن من غير الحكمة أبداً السماح لنفسك بالتألم بتوفر الدواء. عند الولادة, يجب تناول مسكن الألم عند عرضه عليك من قبل الطبيب وحتى قبل الشعور بالحاجة المُلِحة له. لقد استدعى تأخري في طلب الدواء إلى اختبار نوبة قاسية من الألم كان بالإمكان تجنبها, فقد طلبت أحد أقوى العقارات المسكنة لألم الولادة (البيتيدين) في الوقت الذي اتسع فيه عنق رحمي 7 سنتيميترات مما جعل طلبي يُقابَل بالرفض خوفاً من انتقال الآثار المخدرة إلى الطفل. لقد كان الإجراء الوحيد المُوافَق عليه في هذه الحالة هو تلقي إبرة الظهر التي احتاجت 20 دقيقة لاحضارها و 20 دقيقة أخرى لتأخذ مفعولها
أخيراً, لا داعي للعجلة و استباق الأمور, حتى عند تجاوز الموعد المتوقع لقدوم طفلك ( مع امكانية حدوث ذلك لدى الكثيرين). سيأتي طفلك في الوقت المناسب, مهما كانت الاجراءات التي أشار عليك الطبيب بإتخاذها لتحريض الولادة كتناول بهارات الكاري, المشي لمسافات طويلة أو حتى الصعود الدرج و نزوله. ما إن تشعري بتقلصات الحمل المؤلمة, حتى تستغربي رغبتك الملحة في استعجال هذه المرحلة
حقيقةً, يوجد العديد من التطبيقات التي تُعنى بمتابعة تطور طفلك أسبوعياً عبر استخدام الرسوم المتحركة لتوضيح الوضعيات المختلفة التي يتخذها داخل الرحم. لكنني اليوم, أتمنى وجود ما يستطيع تسجيل جزئي من الرحلة أيضاً, اللحظات المميزة و المراحل التي اختبرتها عقب الحمل .. وليس ذلك بغية مقارنة الحمول المستقبلية مع حملي الأول فقط, بل لأنني أرغب باقتناء الأدوات اللازمة لتخليد هذه اللحظات الثمينة و استرجاعها عندما أتقدم في العمر
لذلك, سنقوم بإضافة هذه الميزة إلى تطبيق نبتة بغية تمكين الأمهات من متابعة انتقالهن إلى مرحلة الأمومة أيضاً و تسجيل هذه اللحظات المميزة و تخليدها بجانب المراحل الخاصة بتطور الطفل