الجــــزء الأول من سلسلة نبتة: البداية
بدأت أشعر بحياتي متأخرة , فقد تأخرت في بلوغ سن الرشد و وضع مستحضرات التجميل–حتى انني ما زلت لا أضعها فعلياً-تأخرت في الشعور بمتعة استخدام المنتجات و معطرات الاستحمام ,تأخرت في فهم المعاني العميقة للمشاعر في الأفلام …تأخرت في كل شيء…. فقد كنت تلك المراهقة الغريبة التي تضع تقويماً ضخماً و نظارات لا تناسب وجهها .
أخبرتني أمي كيف يُخْلُق الأطفال عندما كنت في الحادية عشرة من عمري في حين يعلم الأطفال اليوم في المملكة المتحدة و جميع أنحاء العالم تلك الحقائق في عمر أصغر من ذلك بكثير وأحياناً منذ الرابعة أو الخامسة- ما يبدو لي انتهاكاً لبراءة الأطفال. حتى في عمر الحادية عشرة, لم أكن مستعدة فعلاً لسماع الحقيقة و الاحاطة بالأمر فقد صدمتني أمي في ذاك الوقت.
لقد اتضح أنني تأخرت في كل مايجعلني أصبح "امرأة" وخصوصاً الدورة الشهرية التي بدأت بعد شهرين من عيد ميلادي السادس عشر وبقيت غير منتظمة لمدةٍ من الزمن دامت حتى العشر سنين. لقد كان هذا العمر متأخراً بكل المقاييس لأن متوسط سن قدوم الطمث هو اثنا عشر سنةً أو أكثر بقليل مما جعل أبي (و هو طبيب) يقترح القيام بالفحوصات اللازمة لمراجعة هذا الأمر لكنني رفضت ذلك
مرت دورتي الشهرية الأولى بسرعة كبيرة حتى أنني لم أعرف مصدر قطرات الدم التي رأيتها و تساءلت عن طبيعتها لكن ذلك قد تبدل مع الدورة الثانية التي دامت لمدة سبعة أيام فكانت غزيرةً جداً و مصحوبةً بالتشنجات و الاضطرابات العاطفية. إن عدم انتظام دورتي الشهرية جعلني أستخدم تطبيق لتنظيم الدورة الشهرية و فهم آلية عمل تلك الأمور في الجسم رغم أن ذلك لم يكن شائعاً في عصرنا. لقد رصدت جميع الأعراض الفيزيائية لجسمي و كذلك وقت بدء و انتهاء الدورة و مدى غزارتها إلا أنني لم أقم بقياس درجة حرارة الجسم يومياً. إن مراقبة الدورة الشهرية جعلني أشعر بأن جسدي تحت السيطرة فاستشعرت نمط قدوم الدورة الشهرية رغم أنني كنت أحسبها تباغتني في معظم الأوقات. أخذت دورتي الشهرية الكاملة بالازدياد حيث كان أقصرها لمدة 31 يوم و أطولها يتراوح بين 50 و 55 يوماً لكنها امتدت وسطياً بين 31-34 يوماً. توقفت عن القلق بعد معرفة ذلك و بدأت أجهز نفسي وأشتري الفوط الصحية مسبقاً
عندما حان وقت بدء التفكير في الزواج و الإنجاب , شعرت انني كنت أعلم فعلاً ماذا يحدث فقد أخذت دورتي الشهرية بالإنتظام واستطعت ترصد فترة الخصوبة المثلى لي عقب استخدام الطريقة الطبيعية لتخطيط العائلة فلم يكن ذلك ممكناً لولا استخدامي تطبيقاً لمتابعة الدورة الشهرية رغم أنني أصف تجربة استخدام هذا التطبيق بأنها غير ودية حيث كنت أتمنى أن تكون السجلات اليومية أكثر وضوحاً و أسهل وصولاً كما كنت لأجد وضع منبه يذكرني بقدوم الطمث قبل يوم من ذلك أمراً رائعاً لأستطيع تجهيز نفسي جيداً في حال ذهابي خارج المنزل رغم تغير هذه الأعراض بعد الإنجاب
إن هدفي من إنشاء تطبيق نبتة للخصوبة هو انشاء وسيلة تناسب جميع الأعمار و كافة مراحل الحياة, فنبتة هي مرشد لإجتياز تقلبات سن البلوغ وتوفير ما تحتاجه كل أنثى من ارشادات, و مساعد للبدء في إنشاء العائلة و التخطيط بشكل فعال لجميع الخطوات القادمة كذلك هي نظام دعم يقود كل امرأة اقتربت من سن الأمل في التنقلات الكبيرة التي تمر بها
.نبتة هي المرشد و الداعم و الصديق. هي مجموعة من الناس يمرون بتجربة مماثلة و مجتمع للتعلم منه. هي منبر للإجابة عن جميع التساؤلات و الإحاطة بكافة المعلومات.قصة نبتة هي قصتي , لكن قصتي هي قصة كل امرأة
و هنا يكمن سحر هذا الأمر