كيفية خوض سنّ الأمل: دليلك لخوض هذه المرحلة الانتقالية
يُعتبر سنّ الأمل مرحلة طبيعية وحتمية تمر بها كل امرأة وهي تُمثّل نهاية مرحلة سنّ الإنجاب. وهو مرحلة مهمة جداً، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تغييرات جسدية وعاطفية متعددة. يترافق سنّ الأمل مع مجموعة من التحديات الفريدة من نوعها، ولكن من الممكن خوض هذه المرحلة الانتقالية بسلاسة عن طريق اتّباع الخطوات الصحيحة. سوف نتطرّق في هذا المقال إلى خطوات فعّالة لتدبير سنّ الأمل وتمكين المرأة من خوض هذه المرحلة الجديدة من حياتها بسلاسة ورفاهية.
فهم سنّ الأمل
يحدث سنّ الأمل عادةً بين 45 و55 عاماً، ويعتبر متوسط العمر 51. وهو المرحلة التي تتوقّف فيها الدورة الشهرية بشكلٍ دائم عندما يتوقّف مبيض المرأة عن إنتاج البويضات وتنخفض مستويات الهرمونات لديها، خاصة هرمون الاستروجين والبروجسترون. يمكن أن تستمر مرحلة الانتقال إلى سنّ الأمل، التي تُعرَفُ باسم مرحلة ما قبل سنّ الأمل، عدة سنوات وتترافق عادةً مع أعراض مختلفة يمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
تدبير الأعراض
الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي: تُعتبر الهبات الساخنة أحد أعراض سنّ الأمل الأكثر شيوعاً. بهدف التخفيف من هذه الأعراض، يمكنك ارتداء ملابس خفيفة الوزن ومريحة، وتجنّب العوامل التي تُسبب هذه الأعراض مثل الأطعمة الغنية بالتوابل والكافيين، والحفاظ على برودة الصالون وغرف النوم. كذلك، يمكن أن تساعد تمارين التنفس العميق وتقنيات التأمّل على تقليل شدة الهبات الساخنة ووتيرة حدوثها.
العلاج بالهرمونات البديلة: قد يكون العلاج بالهرمونات البديلة خياراً متاحاً للنساء اللواتي يعانين من أعراض سنّ الأمل الشديدة. يتضمّن العلاج بالهرمونات البديلة تناول الاستروجين، وفي بعض الحالات، البروجسترون للتخفيف من الأعراض. ولكن، يجب القيام بالعلاج بالهرمونات البديلة تحت إشراف أخصائي رعاية صحية وتوخّي الحذر والحيطة، إذ قد يؤدّي إلى مخاطر وآثار جانبية محتملة.
اضطرابات النوم: يمكن أن يؤدي سنّ الأمل إلى اضطراب في نمط النوم، مما يؤدي بدوره إلى الأرق والتعب أثناء النهار. يمكن أن يؤدي اتّباع روتين نوم ثابت والحصول على بيئة نوم مريحة وممارسة تقنيات الاسترخاء قبل النوم إلى تحسين نوعية النوم. يوصى أيضاً بتجنّب الكافيين والأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
تقلّبات المزاج والصحّة العاطفية: يمكن أن يؤدي سنّ الأمل إلى تقلّبات المزاج وشعور بالغضب والانرعاج والحزن أو القلق. يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل اليوغا أو المشي السريع، على تحسين المزاج وتقليل التوتر. من المهم جداً الاعتناء بالذات، والحفاظ على شبكة دعم، وطلب المساعدة الطبية إذا لزم الأمر للحفاظ على الصحّة العاطفية خلال هذه المرحلة.
صحّة العظام: يؤدّي الاستروجين دوراً مهماً في الحفاظ على كثافة العظام. مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين أثناء سنّ الأمل، تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام. وبالتالي، بهدف تعزيز صحة العظام، تناولي كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين D من خلال اتّباع نظام غذائي متوازن أو تناول مكمّلات غذائية. كذلك، يمكن أن تُساعد ممارسة تمارين حمل الأثقال، مثل تمارين القوة أو الرقص، في الحفاظ على كثافة العظام.
جفاف المهبل والصحّة الجنسية: يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين إلى جفاف المهبل والانزعاج أثناء ممارسة الجماع وانخفاض الرغبة الجنسية. يمكن أن يؤدي استخدام المزلقات ذات الأساس المائي أو المرطّبات المهبلية إلى تخفيف الجفاف. كذلك، من المهم جداً التواصل مع شريكك بشكلٍ واضح وصريح وطلب مشورة طبية لمساعدتك في التغلّب على المخاوف المتعلقة بالصحّة الجنسية.
إجراء تعديلات على نمط الحياة
يمكن أن يُساهم اتّباع نمط حياة صحّي بالإضافة إلى تدبير الأعراض، في تعزيز الصحّة النفسية والجسدية أثناء فترة سنّ الأمل:
نظام غذائي متوازن: يجب اتّباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية بهدف دعم التوازن الهرموني وتزويدك بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمك. يمكن أن يُساعد التخفيف من الأطعمة المصنّعة والسكر والكافيين على تدبير أعراض سنّ الأمل.
ممارسة الرياضة بانتظام: تنطوي ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم على فوائد عديدة أثناء سنّ الأمل، بما في ذلك تقليل الهبات الساخنة، وتحسين المزاج، والحفاظ على صحّة العظام. حاولي القيام بما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة كلّ أسبوع بالإضافة إلى تمارين القوة.
تدبير التوتر: يمكن أن يُساهم سنّ الأمل، بالإضافة إلى ضغوطات الحياة الأخرى، في زيادة مستويات التوتر. قومي باتّباع تقنيات تدبير التوتر مثل التنفّس العميق، والتأمّل، واليوغا، أو ممارسة بعض الهوايات لتقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء.
التدخين والكحول: يمكن أن يؤدي التدخين والإفراط في تناول الكحول إلى تفاقم أعراض سنّ الأمل وزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل هشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية. يُعتبر الإقلاع عن التدخين وتناول الكحول بشكلٍ معتدل أمراً أساسياً للحفاظ على الصحّة بشكلٍ عام أثناء سنّ الأمل.
خاتمة
يترافق سنّ الأمل مع تغييرات مهمة في حياة المرأة، ولكن لا يعني ذلك أنه من الطبيعي أن تعاني المرأة طوال هذه المرحلة. من خلال فهم الأعراض الجسدية والعاطفية لسنّ الأمل واتّباع الخطوات الصحيحة لتدبيرها، يمكن للمرأة أن تخوض هذه المرحلة الانتقالية بنجاح. تَختلف تجربة كلّ امرأة عن الأخرى، لذلك من الضروري العمل عن كثب مع أخصائيي الرعاية الصحية لتزويدك بنصائح وتقنيات شخصية لتدبير مرحلة سنّ الأمل بشكلٍ فعّال.