3 طُرُق لزيادة إنتاج الحليب
بعد الولادة, تَقلَق العديد من النساء اللواتي يَرغبنَ بإرضاع أطفالهنّ بشأن إنتاج الحليب. يتم تَنظيم إنتاج الحليب بواسطة هرمونات البرولاكتين والأوكسيتوسين التي تَبدأ العمل في منتصف فترة الحمل؛ ولكن بمُجرّد ولادة الطفل، يُصبِح إنتاج الحليب المُستَمر مُرتَبِط بالإفراغ المنتظم والثابت للثديين. لذلك، فإنّ أَفضَل طريقة لتحسين إمداد الحليب هو الإرضاع أو الاستدرار أحياناً. تُعَدّ الأيام القليلة الأولى بعد الولادة مُهمّة للغاية في تعزيز إفراز الحليب، وفي هذه الفترة غالباً ما تُقَرّر العديد من النساء اللاتي يُعانين من الرضاعة الطبيعية اللجوء إلى الفورمولا.
توجد بعض الخيارات التي يُمكِن اتباعها لزيادة إمداد الحليب، وبالنسبة لمن يواجهن مشكلات خلال الرضاعة الطبيعية، قد يَستحق الأمر المحاولة قبل الإعتماد على نظام غذائي صناعي (الفورمولا) بشكل كامل.
1. طلب مساعدة من الاختصاصيين
حاولي التحدّث إلى شخص خبير قبل تجربة الأساليب الدوائية أو العلاجات العشبية. يَجِب أن تَكون طبيبة النسائية أو القابلة قادرة على جعلك على تواصل مع أخصائية الرضاعة المحلية. حيث يَتم تدريب هؤلاء النساء على تقديم النصيحة والمشورة وتَقييم ما إذا كانت تَحديات الرضاعة الطبيعية لديكِ جسدية (مشاكل في وضعية الطفل أو صعوبة في الإمساك بالثدي أو التصاق لسان الطفل) أو نفسية (عادةً بسبب تأرجح مستويات الهرمونات بعد الولادة). يَعتَمد دورهنّ على الدعم والتشجيع. لذلك، إذا لم يَفعلنَ ذلك، من الضروري أن تَجِدي شخصاً آخر.
2. مدرات الحليب الدوائية
مدرات الحليب الدوائية هي مواد تَعمَل على تعزيز إمداد الحليب. حتى الآن، لم تَكُن هناك أدوية مُعتَمَدة تَعمَل وحدها على تعزيز إدرار الحليب. عادةً ما تكون الأدوية الموصوفة لذلك مُرَخّصة لعلاج مشاكل أخرى. هذا لا يعني أنّها غير آمنة، فبما أنّها أدوية مُرَخّصة فهي تخضع لاختبارات سلامة دقيقة وشاملة، وعند وَصفِها للمساعدة على إدرار الحليب، يتم إعطاؤها بجرعة أقل بكثير من تلك الموصى بها عادة.
الدومبيريدون هو مُضاد إقياء، يُعطى أحياناً للرضع الذين يٌعانون من ارتجاع معوي حاد. يُحَفّز الدومبيريدون إطلاق البرولاكتين، وهو أحد الهرمونات التي تُنَظّم إنتاج الحليب. عندما يُعطى بجرعة 10 ملغ ثلاث مرات في اليوم، تُصبِح هناك زيادة مُعتدلة في إنتاج الحليب؛ بين 80 و100 مل في اليوم تقريباً. يوجد ارتباط بين الدومبيريدون وعدم انتظام ضربات القلب، وفي حالات نادرة للغاية، موت القلب بشكل مفاجئ. لذلك، تُنصَح النساء اللواتي لديهنّ مضاعفات قلبية سابقة بعدم استخدام هذا الدواء. لا يَعبُر الدومبيريدون الحاجز الدماغي الدموي، ممّا يَعني أنّه لا يوجد خطر حدوث آثار جانبية عصبية، وتَكون الجرعة التي تَصِل إلى حليب الأم قليلة للغاية. يُعتَبَر إعطاء الدومبيريدون في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة ناجحاً بشكل مُعتَدِل في تعزيز إمدادات الحليب، لكنّ لا تتوفر دراسات حول فعاليته على المدى البعيد.
الميتوكلوبراميد هو دواء بَديل يُستَخدَم أحياناً لتحفيز إنتاج الحليب. يكون الاستخدام الأساسي له هو منع الغثيان والإقياء -مثل الدومبيريدون- لكنّه يزيد أيضاً من مستويات البرولاكتين. على عكس الدومبيريدون، فإنّ الميتوكلوبراميد يَعبُر الحاجز الدماغي الدموي ويُمكِن أن يُسَبّب آثار جانبية عصبية شديدة للغاية، مثل الرعشة وبطء الحركة. لم تَقوم معظم الدراسات التي أُجرِيَت على هذا الدواء بإيجاد زيادة كبيرة في إنتاج الحليب. وعلى الرغم من أنّ الجرعات المُعطاة من هذا الدواء تَكون أقل بكثير من تلك التي تُعطى كعلاج للرضع الذين يعانون من مشاكل في المعدة, إلّا أنّ كمية كبيرة من الدواء يَصِل إلى حليب الثدي. لذلك، بمقارنة الآثار الجانبية والفعالية القليلة يكون الدومبيريدون عموماُ مُفَضّلاً على الميتوكلوبراميد لتحسين إدرار الحليب.
توصى النساء بأنْ تَستَمِر في الإرضاع وضَخ الحليب بانتظام لزيادة إنتاجه حتى عند وصف الدواء.
3. مدرات الحليب العشبية
ربما تكون أفضل طريقة غير دوائية لزيادة إنتاج الحليب هي تناول كوكيز خاصة بالإرضاع (أو البراونيز أو عصير الليمون حسب التفضيل الشخصي). يُمكِن أن تُحَضّر في المنزل أو تُشتَرى من المتجر. إلّا أنّه غالباً ما تَكون مُنتَجات المتاجر مرتفعة السعر وذات مُكَوّنات عشوائية، ممّا يَعني أنّ فعاليتها قد تكون مشكوك بأمرها. فعلياً, إنَ المُكَوّنات الفردية ضمن المُنتَجات الخاصة بالإرضاع هي التي تَمنح هذه المنتجات خصائص مدرة للحليب.
تُعتَبَر بذور الحلبة العلاج العشبي الأكثر شهرة لتعزيز إنتاج الحليب. فبالإضافة إلى كَونها مُكَوّناً رئيساً في الكوكيز الخاصة بالرضاعة ، يُمكِن تناول هذه البذور في شكل كبسولة أو إذابتها في الشاي. لقد استُخدِمَت بذور الحلبة على نطاق واسع كتوابل للطبخ في جميع أنحاء الهند والشرق الأوسط لسنوات عديدة. فهي تقوم بتحفيز إفراز العَرَق، وبما أنّ الغدة الثديية تشابه الغدد العرقية وتُعتَبَر نسخة مُعَدّلة عنها، فتم الإشارة إلى أنَ هذه البذور قد تُحَفّز إنتاج الحليب في الغدد الثديية. مازالت الأدلة على فعالية بذور الحلبة غير ثابتة وناتجة عن قصص شخصية بشكل أساسي، على الرغم من أنّه يبدو أنّ لها تأثير مدر للحليب مُعتَدِل ويَنصَح بها العديد من استشاري الرضاعة. يُوصى بتناول جرعة من بذور الحلبة تتراوح بين 1 إلى 6 غرامات يومياً، وتكون الآثار الجانبية بسيطة عموماً وأكثرها شيوعاً الإسهال وانتفاخ البطن. تستطيع الجرعات العالية من بذور الحلبة أن تخَفِض مستويات السكر في الدم، لذلك، تُنصَح المصابات بداء السكري بعدم تناولها.
إضافة إلى ما سبق، توجد خيارات عشبية أخرى تساعد على إدرار الحليب كجذر شاتافاري (نوع من الهليون) وأوراق المورينغا أو البان الزيتي وسيليمارين (65-80% مستخلص حليب الشوك). تُستَخدَم أوراق المورينغا على نطاق واسع لإدرار الحليب في الفلبين، ويَكون مستخلص حليب الشوك مُكَوّناً شائع الاستخدام في كوكيز إدرار الحليب. إلّا أنّه لا تتوفر أي أدلة علمية على خصائصها المفيدة. إذ يوجد عدد قليل جداً من الدراسات ذات نتائج متغيرة وغير مُؤكَدة.
لا تحتاج المنتجات العشبية إلى الخضوع لنفس الاختبارات الدقيقة التي تخضع لها غيرها من الأغذية والمشروبات. أي أنّها لا تَخضَع للرقابة من قِبَل الهَيئات الحكومية ولا تحتاج إلى اختبارها على البشر قبل بيعها. قد لا تَكون ملفات تَعريف سلامة المنتجات العشبية مُثبتة مثل الأدوية التقليدية، ولكن للعديد منها بما فيها بذور الحلبة، تاريخ طويل من الاستخدام في الطبخ والطب، وبالتالي، فهي تُعتَبَر بشكل عام آمنة للغاية ويُمكِن تَحمّلها بشكل كبير.
أخيراً، فإنّ الدعم الكافي على المستويين النفسي والعملي. وكذلك, يكون الإرضاع بشكل مُكرّر ومتواتر (أو الاستدرار) أفضل الطرق لزيادة إنتاج الحليب. على الرغم من أنّ للمنتجات الطبية والعشبية بعض الآثار المفيدة، إلّا أنّ الأدلة العلمية لاستخدامها محدودة وغالباً ما تَقتَصر على دراسات قصيرة الأمد.