هل يُعَد اجراء عملية قيصرية أفضل من تحريض المخاض؟
عندما يتعلق الأمر بالولادة، عادةً ما تكون الولادة الطبيعية هي الخيار الأفضل. مع ذلك، لا تكون الولادة الطبيعية من مصلحة الأم أو الجنين في بعض الحالات.من المحتمل الحاجة إلى تنفيذ استراتيجية بديلة في حال كانت الولادة الطبيعية تعرض صحة أي منهما إلى الخطر أو إذا تجاوز الحمل مدة ٤١ أسبوعًا. ويتواجد خياران عندئذٍ, تحريض المخاض أو اجراء عملية قيصرية. مع التحريض, يتم تحفيز الرحم على التقلص و الأمل أن يستمر المخاض كالولادة الطبيعية. في المقابل، يتم إجراء العملية القيصرية جراحيًا، إذ يتم إجراء شق في البطن وإخراج الجنين بهذه الطريقة وليس عبر المهبل. يكون إجراء عملية قيصرية الخيار الآمن في بعض الأحيان. على سبيل المثال، إذا كان الطفل رأسه للأعلى أو في حال ظهور بعض الحالات الطارئة. مع ذلك، قد يكون لك إمكانية الاختيار في حالات أخرى، فما هي الإجابة الصحيحة في حال حدوث ذلك؟
للأسف، لا توجد إجابة صحيحة نهائية. يمكن أن يكون تحريض المخاض آمنًا كالمخاض الطبيعي إذ يُعتَقَد أن تحريض المخاض قد يقلل خطر حدوث تسمم الحمل عند الأم وضيق التنفس عند الجنين إذا تم إجراؤه في الأسبوع السابق لتاريخ الولادة المتوّقع، فقد يحدث ذلك نتيجةً استمرار عمل المشيمة بكامل طاقتها. على النقيض العمليات القيصرية، لا يكون تحريض المخاض عملية جراحية، وبالتالي تكون فترة الشفاء أقصر إذا سارت الأمور كما خُطط لها. في بعض الحالات, قد يترافق المخاض الذي يتم تحريضه بقدر أكبر من الألم فيزداد طلب النساء لمسكنات الألم الأقوى بما في ذلك التخدير فوق الجافية (إبرة الظهر) غيراحتمال الحاجة لمساعدة في الولادة باستخدام ملقط أو مِحجَم وازدياد خطر حدوث تحفيز مُفرِط للرحم الذي قد يؤدي إلى حدوث تقلصات أطول وأكثر تكرارًا. قد يؤدي ذلك إلى حدوث بعض المضاعفات كاضطراب نبض الجنين وتمزق الرحم في حالات نادرة. لا يكون تحريض المخاض إجراء فعّال عند عدد كبير من النساء، حينها قد يصبح من الضروري إجراء عملية قيصرية.
كان ظهور العملية القيصرية بلا شك ثورة طبية، مما أدى إلى إنقاذ حياة ملايين النساء والأجنة. مع ذلك، تترافق العمليات القيصرية بنفس مخاطر العمليات الجراحية مثل جلطات الدم، التهاب الجرح، وحدوث نزيف. تكون فترة الشفاء بعد العملية القيصرية عادةً أطول من المدة اللازمة للولادة الطبيعية، يتم فرض قيود تتعلق بالقيادة، وتترك العملية ندبة ستختفي مع مرور الوقت.
في حين تنص المبادئ التوجيهية الحالية على وجوب إجراء تحريض المخاض فقط عندما تكون مخاطر استمرار الحمل تفوق فوائده. أبرزت منظمة الصحة العالمية الحاجة الملحة لجهود التقويم الطبي من أجل التصدي لمخاطر تحريض المخاض مقارنة بالعملية القيصرية الاختيارية. مع طلب عدد أكبر من النساء الخضوع للعملية القيصرية. إلى أن يتم القيام بهذا العمل، يعتمد الاختيار بين تحريض المخاض والعملية القيصرية على الظروف الفردية، الاختيار الشخصي، و لما هو في مصلحتك ومصلحة الجنين في نهاية المطاف.
المصدر:
- Betrán, A P, et al. “Rates of Caesarean Section: Analysis of Global, Regional and National Estimates.” Paediatric and Perinatal Epidemiology, vol. 21, no. 2, Mar. 2007, pp. 98–113., doi: 10.1111/j.1365-3016.2007.00786.x
- Hansen, A K, et al. “BMJ (Clinical Research Ed.).” Risk of Respiratory Morbidity in Term Infants Delivered by Elective Caesarean Section: Cohort Study, vol. 336, 12 Jan. 2008, pp. 85–87., doi:10.1136/bmj.39405.539282.BE
- Overview: Caesarean Section. NHS, www.nhs.uk/conditions/caesarean-section/.
- Kristensen, K, et al. “Cesarean Section and Disease Associated with Immune Function”. Journal Of Allergy and Clinical Immunology, vol. 137, Feb. 2016, doi: 10.1016/j.jaci.2015.07.040