لنتحدث عن الاستقلاب, السريع والبطيء.
لقد سمعتم بالتأكيد عن نظرية (أو ربّما أنتم أطلقتم هذه النظرية) أنَّ وزن الشخص يَرتبط بالاستقلاب السريع أو البطيء. هل هذه المعلومة صحيحة وهل يُمكننا تعزيز الاستقلاب لدينا لحرق المزيد من السعرات الحرارية؟
يجب أن نفهم أولاً ما هي عملية الاستقلاب. فالاستقلاب ليس السبب الرئيسي لزيادة الوزن.
الاستقلاب هو عملية داخلية التي يحوَل فيها الجسم السعرات الحرارية التي نَستهلكها إلى الطاقة التي يَحتاجها للتنفّس، وتدوير الدمّ، ونمو وإصلاح الخلايا وغيرها من العمليات التي يقوم بها جسمنا للبقاء على قيد الحياة.
تَحدث مجموعة من التفاعلات الكيميائية المُعقّدة التي تُعرَفُ بالمسار الاستقلابي بشكلٍ مُستمرّ داخل الجسم لمُساعدة الخلايا في البقاء على قيد الحياة والحفاظ على صحّتها. التقويض هو تكسير المواد الغذائية؛ الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الغذائية, لإنتاج الطاقة. يَستخدم الاستقلاب البنائي الطاقة لبناء جزيئات أكثر تعقيداً التي تكون ضرورية لنمو الأنسجة والخلايا والحفاظ عليها.
يحرق جسمك الطاقة، التي تُقاس بالكيلوجول, من خلال ثلاث طرق. مُعدّل الاستقلاب الأساسي لديك (BMR) هو مُعدّل الاستقلاب وقت الراحة. وهو كمية الطاقة التي نحرقها من دون بذل أي جهد في الوقت الذي تعمل فيه جميع الخلايا لدينا بكلّ طاقتها للحفاظ على وظيفة جسمنا.
مُعدّل الاستقلاب الأساسي هو الحد الأدنى من الطاقة التي يَحتاجها جسمك للعمل بشكلٍ جيد. وهو يُشكّل مُعظم الطاقة التي يَستخدمها جسمك (تُقَدَّرُ بحوالي 50 إلى 80% من استهلاك الطاقة اليومي لديك) وهو عملية لا يُمكنكِ التحكّم بها.
يُسَمَى استخدام الطاقة لهضم وامتصاص واستقلاب المُغذّيات الموجودة في الأطعمة ثم التخلّص منها بالتأثير الحراري للغذاء أو التوليد الحراري. تَستهلك هذه العملية نحو 5 إلى 10% من طاقتكِ.
يكون التأثير الحراري لبعض الأطعمة أعلى من غيره, وهنا يُمكنكِ إجراء تعديلات صغيرة على نظامكِ الغذائي لتعزيز الاستقلاب لديكِ. على سبيل المثال، تَحتاج البروتينات إلى وقت أطول من الكربوهيدرات والدهون ليتم هضمها وامتصاصها وبالتالي تَستخدم طاقة أكثر للهضم. تمَّ ربط الكافيين والشاي الأخضر بحرق المزيد من السعرات الحرارية. كذلك، تُعزز الأطعمة الساخنة أو الحارّة مثل الفلفل الحار والأحمر والفجل الحار والخردل والزنجبيل عملية الاستقلاب.
تَختلف الطاقة التي نَستخدمها عند مُمارسة الرياضة حسب مدى حركتنا خلال اليوم. وهذا يَشمل أي نوع حركة نقوم بها, من مُداعبة القطّ أو اللعب على النينتندو سويتش إلى مُمارسة الرياضة. إنَّ الشخص الذي يُجري نشاطاً مُعتدلاً ويُمارس الرياضة يومياً يَستهلك 20% من طاقته. يُمكن أن يَزيد التدريب المتكرر المرتفع الشدة وتمارين المُقاومة من حرق السعرات الحرارية، وبحسب المكتبة الوطنية للطبّ، يُمكن أن تُسرّع هذه التمارين مُعدّل الاستقلاب لديكِ بعد مُمارستها.
إذاً، هل يُؤثّر الاستقلاب على وزنكِ؟ هل يُمكننا أن نُعزز مُعدّل الاستقلاب لدينا لحرق المزيد من السعرات الحرارية؟ يَختلف مُعدّل الاستقلاب بين شخصٍ وآخر. كذلك، يُؤثّر الاستعداد الوراثي والجنس على سرعة وبطء مُعدّل الاستقلاب. ويَلعب أيضاً العمر دوراً في مُعدّل الاستقلاب إذ يُصبح الاستقلاب أكثر بطئاً مع التقدّم في العمر.
يختلف تأثير تعديل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية على الاستقلاب وحرق السعرات الحرارية بين شخصٍ وآخر. ويعتمد ذلك على الجينات وتركيب الجسم لدى كلّ شخص. وصحيح أنَه يُمكننا إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي والتمارين الرياضية لشحن الاستقلاب, لكنَ وزننا لا يرتبط بمُعدّل الاستقلاب لدينا بل بكمية الأطعمة التي نَستهلكها والتمارين الرياضية التي نُمارسها.
تقوم فحوصات الاستقلاب بقياس مُستويات الهرمونات الرئيسية التي يُمكن أن تُؤثّر على مُعدّل الاستقلاب لديك. تُقدّم لك نبتة فحوصات منزلية مُريحة بالإضافة إلى نصائح مُصممة خصيصاً لك.