نصحني طبيبي بإجراء استئصال بطانة الرحم؛ ما الذي يجب أن أعرفه؟
استئصال بطانة الرحم هو عملية نسائية تُستخدم منذ أواخر القرن التاسع عشر. وتهدف هذه العملية إلى السيطرة على النزيف المهبلي من دون الحاجة إلى استئصال الرحم. ويتمثّل عملها في تدمير (استئصال) بطانة الرحم.
متى يُنصح بإجراء استئصال بطانة الرحم؟
يُوصى عادةً بإجراء استئصال بطانة الرحم للنساء اللواتي يُعانين من نزيف غزير في الدورة الشهرية على فترات طويلة. ولكن نادراً ما يكون خط العلاج الأول إذ يسعى مُعظم الأطبّاء أولاً إلى تقليل فقدان دمّ الدورة الشهرية (نزيف الحيض) عبر وصف الأدوية أو استخدام اللولب الرحمي (IUD).
وقد ينصحكِ طبيبكِ بإجراء استئصال بطانة الرحم إذا كنتِ تُعانين من:
- دورات شهرية غزيرة جداً حيث تُضطرين إلى تغيير الفوطة الصحية أو السدادة القطنية كلّ ساعتين.
- فقدان كمية كبيرة من الدم الذي يُعرّضكِ لخطر الإصابة بفقر الدمّ.
- دورات شهرية تستمرّ عادةً لأكثر من ثمانية أيام (ما يُعرَفُ بنزيف الرحم غير الطبيعي).
وعلى الرغم من أنَّ استئصال بطانة الرحم ليس جراحة تعقيم، إلّا أنَّ مُعظم النساء اللواتي يَخضعن له يُصَبنَ بالعقم. لهذا السبب، لا يُنصح باستئصال بطانة الرحم إذا كنتِ تَرغبين في إنجاب الأطفال في المُستقبل.
وتكون حالات الحمل التي تَحدث بعد استئصال بطانة الرحم خطيرة جداً إذ يُمكن أن تَحدث خارج الرحم أو تنتهي بإجهاض.
كيف يتم إجراء استئصال بطانة الرحم؟
عندما يُقرر طبيبكِ أنَّ استئصال بطانة الرحم هو الخيار الأمثل لكِ، سوف يتأكّد أولاً من أنّكِ لستِ حاملاً. وإذا أتت نتيجة فحص الحمل سلبية، سوف يبدأ طبيبكِ بتجهيزكِ للعملية. وفي بعض الأحيان يتم وصف أدوية أو إجراء جراحة توسيع الرحم وكحته (D&C) لتُصبح بطانة الرحم رفيعة قبل استئصالها.
ومع تقدّم الطبّ الحديث، أصبح من المُمكن اليوم إجراء الكثير من عمليات استئصال بطانة الرحم في عيادة الطبيب والعودة إلى المنزل في نفس اليوم. وعلى عكس بعض الجراحات النسائية الغازية، لا يَستوجب استئصال الرحم إجراء شقوق في البطن. فيتم إدخال الأدوات اللازمة إلى الرحم عبر المهبل وعنق الرحم.
وتتمثّل المرحلة الأولى في توسيع (تمديد) عنق الرحم بلطف عبر استخدام سلسلة من القضبان لزيادة قطره، ما يُوفّر المساحة اللازمة لطبيبكِ لإدخال الأدوات التي يَستخدمها. ويُدخل الطبيب عادةً منظار في الرحم لرؤية داخل الرحم ويتم أحياناً استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون لتوسيع الرحم لكامل مُدّة العملية.
وسوف تَعتمد الطريقة المُستخدمة لاستئصال بطانة الرحم على حجم الرحم وحالته بالإضافة إلى الموارد المُتوفّرة.
أنواع عمليات استئصال بطانة الرحم
- الجراحة الكهربية (الكي الكهربائي): يتم تسخين حلقة سلكية بواسطة تيار كهربائي وإدخالها إلى الرحم. وفور وصولها، تقوم بنحت أخاديد في بطانة الرحم. وتَستوجب هذه العملية تخديراً عاماً.
- الاستئصال بالتبريد: يُستخدم التبريد الشديد لتكوين كرات ثلج تقوم بتدمير بطانة الرحم. وتَستغرق كلّ دورة تجميد حوالي 6 دقائق ويَعتمد عدد الدورات اللازمة على حجم الرحم وشكله. ويُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية أثناء العملية لتتبُّع حالة بطانة الرحم طيلة فترة العملية.
- سائل ساخن يتدفّق بحرية: يتم تمرير سائل ملحي، مُسَخَّن بين 80 و90 درجة مئوية، داخل الرحم لمُدّة 10 دقائق. وهي الطريقة الأمثل للنساء اللواتي لديهنَّ رحم غير مُنتظم الشكل أو يُعانين من تشوّه الرحم نتيجة نمو غير طبيعي للأنسجة، مثل الأورام الليفية.
- بالون ساخن: يتم إدخال جهاز بالون عبر عنق الرحم وعندما يصل إلى الرحم يتم ملؤه بسائل مُسَخَّن بدرجة حرارة تصل إلى 87 درجة مئوية. وتَستغرق هذه العملية من دقيقتين إلى عشر دقائق، حسب حجم الرحم وحالته.
- الميكروويف (الموجات الدقيقة): يتم إدخال أداة رفيعة عبر عنق الرحم. وعندما تُصبح في مكانها، تقوم ببث موجات دقيقة (ميكروويف) لتسخين أنسجة بطانة الرحم وتدميرها. وتَستغرق هذه العملية عادةً من ثلاث إلى خمس دقائق.
- ترددات الراديو: يتم إدخال جهاز شبكي مرن داخل الرحم حيث ينقل طاقة ترددات الراديو التي تقوم بتبخير أنسجة بطانة الرحم في غضون دقيقتين.
يَنصح بعض الأطبّاء بإجراء استئصال جزئي لبطانة الرحم، حيث يتم تدمير جزء من جدار بطانة الرحم فقط. وهذا يهدف إلى تقليل عدد المُضاعفات التي تظهر في وقتٍ مُتأخّر نتيجة إجراء استئصال كامل. وتُضطر نحو ربع النساء اللواتي يَخضعن لاستئصال بطانة الرحم إلى استئصال الرحم وهذا ينطبق بشكلٍ خاص على النساء الأصغر سناً. وأظهرت البيانات الأولية أنَّ الاستئصال الجزئي لا يُسبّب مُضاعفات طويلة الأمد ويُؤدّي إلى تحسين نوعية الحياة وتخفيض الحاجة إلى استئصال الرحم. ولكن ما زال يلزم إجراء دراسات واسعة النطاق لتأكيد هذه النتائج.
هل يُعَدُّ استئصال بطانة الرحم فعالاً؟
تُلاحظ نحو 80% من النساء تراجعاً في فقدان دمّ الدورة الشهرية بعد إجراء استئصال بطانة الرحم. ونادراً ما تَحدث المخاطر المُوثّقة الناتجة عن العملية، مثل تضرّر الأعضاء المُجاورة وحدوث ثقب في جدار الرحم، ويتعرّض عدد قليل جداً من النساء لمُضاعفات مُرتبطة بالعملية. كذلك، تكون الآثار الجانبية قليلة؛ ومنها المغص الذي قد يستمرّ لبضعة أيام، وإفرازات مهبلية سائلة ممزوجة بالدمّ، وكثرة التبوّل التي تزول عادةً في غضون 24 ساعة.
وبشكلٍ عام، تُعتبر هذه العملية آمنة، وفعالة، وقليلة الغزو. وقد أدّت إلى خفض مُعدّلات استئصال الرحم وتحسين نوعية حياة الكثير من النساء العالقات في دوامة لامُتناهية من الدورات الشهرية الغزيرة.
تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.
تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.
المصدر:
- “Endometrial Ablation.” Johns Hopkins Medicine, www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/endometrial-ablation.
- “Endometrial Ablation.” Mayo Clinic, Mayo Foundation for Medical Education and Research, 8 Sept. 2018, www.mayoclinic.org/tests-procedures/endometrial-ablation/about/pac-20393932.
- Laberge, Philippe, et al. “Endometrial Ablation in the Management of Abnormal Uterine Bleeding.” Journal of Obstetrics and Gynaecology Canada, vol. 37, no. 4, 1 Apr. 2015, pp. 362–376., doi:10.1016/s1701-2163(15)30288-7.
- Mccausland, Vance, et al. “Partial Endometrial Ablation: A 10–20-Year Follow-Up of Impact on Bleeding, Pain, and Quality of Life.” Journal of Gynecologic Surgery, vol. 32, no. 4, 22 July 2016, pp. 230–235., doi:10.1089/gyn.2016.0012.
- Wortman, Morris. “Late-Onset Endometrial Ablation Failure.” Case Reports in Women’s Health, vol. 15, July 2017, pp. 11–28., doi:10.1016/j.crwh.2017.07.001.