حبوب منع الحمل وسرطان عنق الرحم
من الصعب جداً تأكيد ما إذا كانت حبوب منع الحمل الفموية تُؤثّر مُباشرةً على مُعدّلات الإصابة بأمراض السرطان؛ إذ يُمكن أن يتم تشخيص مرض السرطان بعد سنوات عدّة من تناول حبوب منع الحمل، وقد تتعرّض المرأة خلال هذه الفترة لعدة عوامل خطر إضافية.
ولكن ما أصبح واضحاً الآن هو اختلاف الفوائد/المخاطر المُترتّبة عن أنواع السرطانات المُختلفة وذلك حسب العلاقة الموجودة بينها وبين حبوب منع الحمل. إذ يُمكن أن تُخفّض هذه الحبوب من خطر الإصابة بأنواع مُعيّنة من السرطان، إلّا أنّها في المُقابل قد تُؤثّر سلباً على أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان عنق الرحم.
يرتبط استخدام حبوب منع الحمل لمُدّة 5 سنوات أو أكثر بارتفاع خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم. وتزيد مُدّة استخدام هذه الحبوب من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، وبالتالي يرتفع خطر الإصابة بنسبة 10% لدى النساء اللواتي يستخدمن هذه الحبوب لمُدّة 5 سنوات. أمّا بالنسبة للنساء اللواتي يستخدمنها لأكثر من 5 سنوات، فيرتفع خطر الإصابة لديهنَّ بنسبة لا تقلّ عن 60%. ولكن، لا يرتفع خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بعد 10 سنوات من التوقّف عن استخدام هذه الحبوب.
سرطان عنق الرحم وفيروس الورم الحليمي البشري
من الجدير بالذكر أنَّه في ما يتعلّق بالخطر المُرتبط بحبوب منع الحمل الفموية، تُعتبر دائماً هذه الأخيرة بمثابة عوامل مُساعِدة تتفاعل مع السلالات الأكثر خطورة لفيروس الورم الحليمي البشري من أجل تحفيز ظهور سرطان عنق الرحم. وهذا يعني أنَّ استخدام حبوب منع الحمل الفموية بشكلٍ مُنفصل لا يُشكّل عامل خطر بحدّ ذاته للنساء اللواتي لا يُعانين من فيروس الورم الحليمي البشري. أمّا بالنسبة للنساء المُصابات بهذا الفيروس، فيُمكن أن تزيد حبوب منع الحمل من خطر إصابتهنَّ بسرطان عنق الرحم. وتكون مُستقبلات الهرمونات الستيرويدية (البروجسترون بشكلٍ أساسي) موجودة في أنسجة عنق الرحم ويُرجَّح أنّها تُحفّز التعبير عن الشكل الأكثر خطورة لفيروس الورم الحليمي البشري، ما يُسبّب ظهور أورام سرطانية في عنق الرحم.
الخلاصة:
يكون الرابط بين استخدام حبوب منع الحمل وسرطان عنق الرحم موجوداً فقط لدى النساء اللواتي يتم تشخيصهنَّ بفيروس الورم الحليمي البشري. ويُعتبر تقليص خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، عبر التلقيح أو كشف التغيّرات السابقة للسرطان في وقتٍ مُبكر عبر الخضوع لفحص لطاخة عنق الرحم، طريقة أكثر فعالية لتخفيف خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
لقراءة المزيد حول احتمال وجود علاقة بين استخدام حبوب منع الحمل وأمراض السرطان، الرجاء النقر هنا.
تُعيد شركة نبتة بناء الرعاية الصحية للمرأة. نحن ندعم المرأة في رحلتها الصحية الشخصية من الصحة اليومية إلى التجارب الخاصة بها مثل الخصوبة والحمل وسن الأمل.
تواصلوا معنا في حال لديكم أي سؤال حول هذا المقال أو أي جانب من جوانب صحة المرأة. نحن هنا من أجلكم.
المصدر:
- Brynhildsen, Jan. “Combined Hormonal Contraceptives: Prescribing Patterns, Compliance, and Benefits versus Risks.” Therapeutic Advances in Drug Safety, vol. 5, no. 5, Oct. 2014, pp. 201–213., doi:10.1177/2042098614548857.
- “Does the Contraceptive Pill Increase Cancer Risk?” Cancer Research UK, 4 Mar. 2019, https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/causes-of-cancer/hormones-and-cancer/does-the-contraceptive-pill-increase-cancer-risk.
- Gierisch, J. M., et al. “Oral Contraceptive Use and Risk of Breast, Cervical, Colorectal, and Endometrial Cancers: A Systematic Review.” Cancer Epidemiology Biomarkers & Prevention, vol. 22, no. 11, Nov. 2013, pp. 1931–1943., doi:10.1158/1055-9965.epi-13-0298.
- Knowlden, Hilary A. “The Pill and Cancer: a Review of the Literature. A Case of Swings and Roundabouts?” Journal of Advanced Nursing, vol. 15, no. 9, Sept. 1990, pp. 1016–1020., doi:10.1111/j.1365-2648.1990.tb01981.x.
- “Oral Contraceptives (Birth Control Pills) and Cancer Risk.” National Cancer Institute, https://www.cancer.gov/about-cancer/causes-prevention/risk/hormones/oral-contraceptives-fact-sheet.
- Roura, Esther, et al. “The Influence of Hormonal Factors on the Risk of Developing Cervical Cancer and Pre-Cancer: Results from the EPIC Cohort.” Plos One, vol. 11, no. 1, 25 Jan. 2016, doi:10.1371/journal.pone.0147029.
- Smith, Jennifer S, et al. “Cervical Cancer and Use of Hormonal Contraceptives: a Systematic Review.” The Lancet, vol. 361, no. 9364, 5 Apr. 2003, pp. 1159–1167., doi:10.1016/s0140-6736(03)12949-2.