ما هي متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية (APS)؟
هي اضطراب في المناعة الذاتية يُؤدّي إلى اضطراب في عملية تخثّر الدم. وهي أكثر شيوعاً لدى النساء من الرجال. تؤدّي هذه المتلازمة إلى زيادة سماكة الدم وخطر الإصابة بجلطات دموية في الأوردة والشرايين والدماغ.
تُسبّب متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية بعض الأمراض التي ترتبط بمضاعفات الحمل وزيادة خطر الإجهاض، نذكر منها:
- تخثُّر وريدي عميق: ظهور جلطات دموية في الساقين
- تخثُّر شرياني: ظهور جلطات دموية في الشرايين يمكن أن تُسبّب سكتة دماغية أو نوبة قلبية
- ظهور جلطات دموية في الدماغ، مما يُسبّب مشاكل في الحركة، والذاكرة، والكلام، والرؤية.
تُعرَفُ متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية أيضاً باسم متلازمة هيوز أو متلازمة “الدمّ اللزج” لأنَّ مرضى هذه المتلازمة هم أكثر عرضة للإصابة بجلطات دموية. تُصيب هذه المتلازمة حوالي 1% من الأشخاص ويكون خطر حدوثها لدى النساء في فترة ما قبل سنَّ اليأس أعلى بأربعة أضعاف من الرجال.
ما الذي يُسبّب متلازمة الدم اللزج؟
تحدث متلازمة الدم اللزج عندما يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ عوضاً عن حماية الجسم من البكتيريا والفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى. تقوم بروتينات الدم “غير الطبيعية” والأجسام المضادة للفوسفوليبيد بمهاجمة بروتينات الدم “الطبيعية” للأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي لمحاربة العدوى. عندما تتضرر الفسفوليبيد، يظهر الالتهاب والجلطات الدموية في الأوردة والشرايين.
ما زال من غير المفهوم جيداً سبب حدوث أمراض المناعة الذاتية أو سبب إصابة النساء أكثر من الرجال. يُعتقد أنَّ الجينات قد تلعب دوراً في ذلك وأنَّ الاستعداد الكامن لدى الشخص (غالباً ما يكون غير معروف) يتم تنشيطه عن طريق عدوى أو محفّز بيئي. تندرج متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية ضمن هذه الخانة وقد تبيّن أنها تُصيب مرضى الذئبة الحمامية الجهازية، وهي أحد أمراض المناعة الذاتية. بحسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم في الولايات المتحدة، يعاني نحو 10% من المصابين بمرض الذئبة من متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية، كما يعاني نصف الأشخاص المصابين بمتلازمة أضداد الشحوم الفسفورية من أحد أمراض المناعة الذاتية أو الروماتيزم.
ما هي أعراض متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية وكيف يتم تشخيصها؟
يتم تشخيص متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية عندما تتعرّض المرأة لحالات إجهاض متكررة مبكرة أو متأخرة أو ولادة مبكرة أو جلطات دموية لا يمكن ربطها بأي سبب آخر. ترتبط هذه المتلازمة أيضاً بولادة جنين ميت والولادة المبكرة وتسمم الحمل وتقييد النمو داخل الرحم (IUGR) ومضاعفات المشيمة.
سيناقش فريق الرعاية الصحية الخاص بك تاريخك الطبي وقد يقترح عليك إجراء فحص دمّ لمعرفة ما إذا كانت الأجسام المضادة غير الطبيعية لمضادات الفوسفوليبيد التي تزيد من خطر سماكة الدم موجودة في جسمك.
تشمل علامات الإنذار التي قد تدل على تكوّن جلطات دموية لديك: شعور مفاجئ بالألم أو الدفء في ساق أو ذراع واحدة، وشعور بألم في الصدر، وضيق في التنفّس، وتشوش الرؤية، وضعف أو تخدير في الأطراف، وطفح جلدي أو تقرّحات على الجلد، وتلعثم في الكلام. إذا كنت تعانين من أحد هذه الأعراض، يجب عليك الاتصال بطبيبك على الفور.
كيف تؤثّر متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية على الحمل؟
يمكن أن تُسبّب متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية مضاعفات خطيرة أثناء الحمل، وأكبر مصدر قلق هو ظهور جلطات دموية في المشيمة. في حال ظهور جلطات دموية في المشيمة، فقد يؤدّي ذلك إلى وقف إمداد الطفل بالدم والأكسجين والجلوكوز والمواد المغذية. تتعرّض الأمّ أيضاً للعديد من المخاطر منها: تخثُّر الدم والانسداد الرئوي والسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
كيف يتم تدبير متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية أثناء الحمل؟
على الرغم من أنَّ معظم النساء المصابات بمتلازمة التخثُّر يحصلن على حمل صحّي، إلّا أنّه في حال تمَّ
تشخيصك بمتلازمة أضداد الشحوم الفسفورية قبل الحمل أو خلاله، فسوف تندرجين ضمن الفئة الأكثر
خطراً، وسوف تخضعين بشكلٍ منتظم لفحوصات دم لبول ومعدّل ضربات قلب الجنين وصور بالموجات
فوق الصوتية والمسح الضوئي للتأكّد من صحّة الجنين والمشيمة.
سيوصي فريقك الطبي بخيار الولادة الذي يضمن سلامتك وسلامة طفلك، وقد يتم وصف أدوية لمنع تجلّط الدمّ يومياً مثل الأسبرين أو الهيبارين أثناء الحمل. من الآمن الاستمرار في تناول الهيبارين بعد الولادة إذا اخترت إرضاع طفلك، أو قد يصف لك طبيبك دواء وارفارين الذي لا يمكن تناوله أثناء الحمل.
سيخبرك طبيبك عن بعض خيارات نمط الحياة التي تقلل أيضاً من خطر الإصابة بجلطات دموية، بما في ذلك تجنّب التدخين واتّباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام. يجب أيضاً تجنّب الجلوس لفترات طويلة ومحاولة التمدد بانتظام عند القيام برحلات طويلة.