ومضة: شهر التوعية عن سرطان الثدي
لماذا قررت ارتياد كلية الطب؟
اتجهت نحو الطب منذ البدء بسبب حبي للعلوم واعجابي بالتركيب المعقد للجسم البشري كما أرَدتُ العمل في بيئة تمكنني من مساعدة الناس والتأثير ايجاباً في حياتهم. فالقدرة على مساعدة الناس وهم في أضعف حالاتهم هو امتياز رائع بحد ذاته.
ما الذي جعلك تختارين الاختصاص في علم الأورام؟
اخترت علم الأورام لأنه مجال ديناميكي إلى أبعد حد. من المثير أن أكون جزءاً من اختصاص يتطور بسرعة كبيرة باستمرار , فقد تغير هذا العلم كثيراً حيث كان العلاج الكيميائي يُعتَبَر علاجاً أساسياً لمعظم السرطانات من حوالي عشر سنوات!
مع مرور الزمن، أحرز التعمق في فهم بيولوجية السرطان تقدماً جوهرياً ومهد الطريق لاكتشافات خارقة في هذا المجال أهمها المعالجة الطبية الناتجة عن دمج المعالجة المناعية بالمعالجة المستهدفة.
فلم يحقق التعمق في علم وبيولوجيا الأمراض تطور العلاجات المستخدمة في الاختصاصات الاخرى بقدر ما أحرزته في علم الأورام. انه شيء مثير حقا!
علم الأورام أحد أكثر العلوم دقةً ويقع على رأس الثورة الطبية حيث نستطيع رؤية جينات اي سرطان وتشخيص العلاج لكل مريض.
ما الذي جذبك إلى هيلث باي كلينك تحديداً ولماذا اخترت الامارات العربية المتحدة؟
انجذبت إلى رؤية هيلث باي وتطلعها لأن تكون مؤسسة رائدة في العلاج والوقاية من السرطان في الامارات العربية المتحدة من خلال تعزيز أفضل رعاية للمريض. تُعتَبَر الكثير من المشافي مخيفةً للمرضى عكس هيلث باي التي توفر بيئة رائعة ومحيط مميز للعيادات الخارجية دون المساومة على الجودة. واقعاً، نفتخر بتقديم الرعاية الصحية بأعلى جودة لمرضى السرطان اعتماداً على أحدث العلوم والتكنولوجيا الطبية.
هل تمتنع النساء في المنطقة العربية عن بسبب أي نوع من التقاليد أم أنه مجرد اعتقاد خاطئ من قبل البعض؟
على الرغم من حملات التوعية الرائعة وإتاحة برامج التقصي عن سرطان الثدي، وَجَدتُ العديد من الحالات التي عارضت فيها النساء التقصي أو حتى أهملن ظهور كتلة في الثدي. من المؤسف وجود شيء من التحريم حول مسألة السرطانات في المنطقة على الرغم من التطور والتقدم، فيجب علينا الاستمرار في توجيه جهودنا نحو تثقيف النساء وعائلاتهن حول أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي عبر التحري والتقييم السريع بمجرد ظهور أي أعراض.
هل يوجد أي ارتباط بين نمط الحياة وخطر الإصابة بسرطان الثدي؟
بالتأكيد، ترتبط بعض عوامل خطورة الإصابة بسرطان الثدي بأسلوب الحياة وهي تتضمن:
الوزن الزائد والبدانة: تزيد البدانة والوزن الزائد وخصوصا بعد سن الأمل من خطورة تطور سرطان الثدي وخصوصاً النوع الهرموني حيث يزداد خطر الإصابة بازدياد مؤشر كتلة الجسم.
استهلاك الكحول: تزداد خطورة الاصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي يستهلكن المشروبات الكحولية بشكل دائم حيث أثبتت إحدى الدراسات أن استهلاك 3 الى 6 مشروبات كحولية في الاسبوع يرتبط بارتفاع نسبة الخطورة حتى 15%.
عدم حدوث الحمل أو تأخره: إن عدم الإنجاب أو تجاوز سن 35 عند حدوث الحمل الأول هو أحد عوامل الخطورة المعروفة حيث تنخفض خطورة تطور سرطان الثدي بنسبة 10-20% عند حدوث الحمل الأول بين 20 و 25 عاماً.
العلاج بالهرمونات البديلة بعد سن الأمل: استخدام العلاج الهرموني الحاوي على الاستروجين والبروجسترون لمدة تزيد عن 3 سنوات بغية التخفيف من الهبات الساخنة واعراض سن الأمل الأخرى يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي…
وتزداد الخطورة بازدياد مدة تناول العلاج الهرموني البديل فمثلاً يسبب استخدامها لمدة 5 سنوات تضاعف خطر الاصابة مرتين أما استخدامها لمدة 10-15 سنة يسبب تضاعف هذه الخطورة ثلاثة مرات!
من الناحية الأخرى، تتواجد بعض العوامل في حياتنا التي تخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي:
الرضاعة الطبيعية: تعمل الرضاعة الطبيعية كوسيلة حماية من سرطان الثدي حيث قُدِرَ بأن كل سنة رضاعة طبيعية تخفض معدل الخطورة بمقدار 5%.
ان ممارسة الرياضة بانتظام وخاصةً بعد الوصول لسن الأمل يسبب انخفاض خطورة الإصابة بسرطان الثدي بمقدار 10-20%.
الحمية الغذائية: تم اثبات قدرة الحمية الغذائية (حمية البحر المتوسط) الغنية بالأطعمة النباتية والأسماك وزيت الزيتون على الحماية من خطر الإصابة بسرطان الثدي رغم أن الأدلة الداعمة لذلك أقل قوةً من عوامل الخطورة الاخرى.
ماهي علامات وأعراض سرطان الثدي التي يجب أن ينتبه إليها كل من الرجل و المرأة؟
من الجيد أننا أصبحنا نرى عدد أقل من النساء المقبلين الينا مع أعراض سرطان الثدي بسبب القدرة على كشف المرض قبل تطور الأعراض حديثا عبر الماموغرام او الموجات فوق الصوتية. ويزداد انذار المرض سوءاً بمجرد ظهور أعراض وعلامات سرطان الثدي.
تتضمن أعراض وعلامات سرطان الثدي ما يلي:
- ظهور كتلة أو ورم في الثدي
- تغيُر في حجم أو شكل الثدي
- ظهور كتلة أو ورم تحت الابط، حيث تظهر هذه الحالة عند انتشار سرطان الثدي إلى العقد اللمفاوية تحت الابط
- حدوث تورم، سماكة او احمرار على جلد الثدي
- حدوث تجعد أو تنقر على جلد الثدي بشكل شبيه لقشر البرتقال
- ظهور حدث غير اعتيادي في الحلمة مثل خروج الافرازات منها أو الدم منها وكذلك حدوث ألم مستمر في الحلمة، غورها أو انقلابها.
يوجد العديد من الخرافات و الإعتقادات الخاطئة حول سرطان الثدي.هل يمكنك مشاركتنا أحدها وشرح سبب عدم صحتها؟
"أحد أكثر الخرافات التي أسمعها من مرضى سرطان الثدي لدي أنَ "السكر يمتلك القدرة على جعل ورمي ينمو. يقلق الكثير من المرضى لدي من تناول السكر، الخبز، الرز وحتى الخضار النشوية بسبب الخوف من امكانية تفكك هذه الأطعمة الى سكر في جهازهم الهضمي ولا يوجد فعلياً أي دليل يثبت أنَ تناول السكر او النشاء يزيد من نمو الأورام.
في اعتقادك، لماذا يجب توعية وزيادة معرفة الناس بسرطان الثدي؟
يستطيع الكشف المبكر إنقاذ الكثير من الأرواح! حيث تكون نسبة الشفاء من سرطان الثدي عند تشخيصه في المراحل الأولى حوالي 90-95% لتنخفض القدرة على الشفاء في المراحل المتقدمة. من الضروري الاستمرار في تثقيف النساء وتوعية النساء لحثهم على القيام بفحوصات التحري للكشف المُبَكر عن سرطان الثدي.
ماالذي يجب فعله برأيك لزيادة الوعي حول هذا المرض؟
يمكن زيادة الوعي حول سرطان الثدي عبر تركيز حملات التوعية على عوامل خطورة الإصابة بسرطان الثدي المتواجدة في نمط حياتنا اليومي عوضاً عن التركيز على الأعراض فقط. ويتساوى التقصي عن المرض في الأهمية مع الوقاية منه بأي طريقة ممكنة مثل ممارسة الرياضة بانتظام، تناول الطعام الصحي، الحفاظ على وزن صحي، والرضاعة الطبيعية كما ترتبط بعض عوامل الخطورة بالشرق الاوسط بشكل وثيق وخاصةً في الإمارات العربية المتحدة.
ماذا تنصحين أي شخص يشعر بالقلق من إمكانية الإصابة بسرطان الثدي؟
أحث اي شخص ينتابه القلق أو الخوف من امكانية الإصابة بسرطان الثدي بالتحدث الى الطبيب فوراً بسبب صعوبة تمييز المعلومات الصحيحة عند تصفح الانترنت. من الأفضل قيام الطبيب بفحصك لأن ذلك يمهد للكشف المبكر عن الأعراض.